«فرصة نجاح» المشروعات الصغيرة والمتوسطة تثبت قدرتها الحقيقية على دفع التنمية الوطنية

المشروعات الصغيرة والمتوسطة أثبتت قدرتها على دفع جهود التنمية بشكل واضح وجلي، حيث تلعب دورًا حيويًا في تحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية، مضيفة قيمة كبيرة من خلال دعم التوظيف وتعزيز الابتكار، كما تعتبر محركات رئيسية للنمو والازدهار في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتتمتع بمرونة عالية تمكنها من مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق الاستدامة على المدى الطويل، خاصة في ظل دعم الحكومات والمؤسسات الدولية.

المشروعات الصغيرة والمتوسطة وقدرتها على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية

تناولت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، الدور الحيوي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في دفع عجلة التنمية في الدول النامية، مشيرة إلى أن هذه المشروعات ليست مجرد كيانات اقتصادية بل تشكل أساسًا للتغيير الاجتماعي والابتكار المستدام، إذ تسهم بشكل مباشر في خلق فرص العمل وتقليل معدلات البطالة، بالإضافة إلى تحسين مستوى الإنتاجية والاندماج في الأسواق العالمية، وتعزيز دورها في بناء اقتصاد متنوع وأكثر تكاملاً.

ويأتي ذلك ضمن جهود مصر لتطوير القطاع الاقتصادي، حيث تضع الحكومة المصـرية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في قلب سياساتها الاقتصادية والهيكلية مع التركيز على تمكين الشركات الناشئة، بينما تسعى لمد جسور التعاون مع دول إفريقيا من خلال تكرار تجربة منصة «حافز» التي تستفيد منها آلاف الشركات في سبيل تحسين فرص التمويل وتيسير الخدمات الاستشارية، مما يعزز من فرص الشراكة الإقليمية ويقوي القدرة التنافسية لهذه المشروعات في الأسواق العالمية.

دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في استراتيجيات التنمية الوطنية والإقليمية

تشكل المشروعات الصغيرة والمتوسطة عاملًا مؤثرًا في رؤى التنمية المستدامة، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي، حيث تمثل في مصر نحو 43% من الناتج المحلي الإجمالي وتستوعب ثلاثة أرباع قوى العمل، كما أن هناك اهتمامًا بارزًا في دمج هذا القطاع في مبادرات النمو الأخضر والابتكار الرقمي والتجارة الإقليمية، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر 2030 التي تؤكد أهمية الإصلاحات الهيكلية لدعم هذه الشركات.

كما تبرز أهمية هذه المشروعات في قارة إفريقيا التي تواجه تحديات كبيرة في توظيف الموارد الطبيعية والبشرية، إذ تسهم هذه الشركات في سد الفجوات الهيكلية والتشغيلية، فضلاً عن تعزيز المرونة الاقتصادية، وتعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 90% من عدد الشركات في إفريقيا، وتوفر حوالي 70% من فرص العمل، مما يجعلها حجر الزاوية لتحقيق استدامة النمو والتنمية.

خطوات مهمة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز قدراتها

أوضحت المشاط أن دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة يتطلب تنسيقًا مستمرًا بين الحكومات والقطاع الخاص، مع التركيز على تبادل أفضل الممارسات والابتكارات، بخاصة لدول العالم النامي التي تواجه تحديات في التمويل والتنظيم، إذ يمكن تلخيص الإجراءات الأساسية في النقاط التالية:

  • توفير التمويل الميسّر وبرامج بناء القدرات التي تُعزز من كفاءة العمل والإنتاجية
  • تطوير بيئة تنظيمية تدعم الابتكار وتقلل من البيروقراطية
  • تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات والمعرفة من خلال مبادرات مثل منصة «حافز»
  • دمج المشروعات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة الإقليمية وأهداف الاقتصاد الأخضر والرقمي
  • تشجيع دخول الأسواق العالمية من خلال اتفاقيات التجارة الحرة مثل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)

وقد أسفرت هذه الجهود عن حشد تمويلات ميسرة تجاوزت 15.6 مليار دولار بين عامي 2020 و2025 خصصت لدعم القطاع الخاص، بإضافة دعم فني يفوق 228 مليون دولار، مما يعكس نجاح الخطط والاستراتيجيات المعتمدة في تعزيز مكانة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها الأساسي في الاقتصاد.

المحور التفاصيل
نسبة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر 43% من الناتج المحلي الإجمالي
نسبة توفير فرص العمل حوالي 75% من القوى العاملة
إجمالي التمويلات الميسرة 15.6 مليار دولار (2020-2025)
عدد الشركات المستفيدة من منصة “حافز” أكثر من 22 ألف شركة
التحديات الرئيسية فجوة تمويلية تقدر بـ5.2 تريليون دولار وفق البنك الدولي

تُعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة نموذجًا اقتصاديًا مرنًا يتيح مواجهة التعقيدات الاقتصادية الدولية، وهي شريكة حقيقية لتحقيق النمو الشامل والمستدام، وتسهم في تقليل فجوات التوظيف وزيادة الإنتاجية، كما تشكل أداة فعالة لمعالجة مديونية الدول النامية عبر تعزيز الاقتصاد المحلي وتوسيع الصادرات، خاصة مع الاستفادة من دعم السياسات والإصلاحات الحكومية.

تتضح أهمية استفادة الدول من الخبرات الناجحة مثل تجربة مصر في تدشين جهاز تنمية المشروعات والصُّدرة في الاجتماعات الدولية، مما يؤكد التزامها بتعزيز التعاون متعدد الأطراف ونمو القطاع الخاص، ويُبرز جهودها في ربط المشروعات الصغيرة والمتوسطة بسلاسل القيمة العالمية، مع العمل على تطوير بيئة تنظيمية محفزة للابتكار والتمويل وتعزيز الشمول الاقتصادي.

كل مؤشر يعكس قدرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة على أن تكون عاملًا محوريًا لتوطين فرص العمل، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، ورسم مستقبل اقتصادي أكثر عدالة وإنصافًا في الدول النامية، خاصة مع تنفيذ الخطط والسياسات التي تدفع بتطوير هذا القطاع الحيوي وتنميته بشكل مستمر.

close