صفقة ترامب واستقالة إيشيبا ومشروع آلاسكا شكلت محوراً محورياً في المشهد الاقتصادي لليابان مؤخراً، حيث أدت هذه التطورات إلى حركة نشطة في الأسواق الآسيوية المصبوغة بحمى الارتفاع اليابانية وتعافي الثقة رغم التحديات الاقتصادية المتنوعة، فهل امتدت هذه الحمى لتصيب عموم آسيا وتغير خريطة العلاقات الاقتصادية الإقليمية بما يحمل من فرص ومخاطر؟
صفقة ترامب وتأثيرها على الاقتصاد الياباني وأسواق آسيا
احتضنت الأسواق اليابانية توقيع الصفقة التجارية بين واشنطن وطوكيو بحفاوة وتفاؤل بعد فترة من الجمود، حيث دفع هذا الاتفاق المؤشرات المالية لتسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة، فقد ارتفع مؤشر نيكي 225 بنسبة 3.5%، فيما قفز مؤشر توبكس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، لكن الصفقة لم تشمل الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها أمريكا على واردات الصلب والألمنيوم بنسبة 50%، وهو ما اعتبره المحللون إشارة إلى أن بعض القطاعات قد تستمر في مواجهة تحديات، مما يضع صورة مختلطة عن مدى شمولية الاتفاق وتأثيره المستقبلي.
في سياق ذلك، شهدت أسواق آسيا تباطؤاً متفاوتاً في الارتفاعات فارتفع مؤشر آسيا داو بنسبة 2.9%، فضلاً عن ارتفاع مؤشر هانغ سنغ 1.62%، بينما انخفض مؤشر شنشتن 0.4%، وجاء هذا التباين في الأرقام ليعكس الحالة التي تسيطر على القارة، حيث يجري استيعاب تداعيات الاتفاق والتوترات السياسية التي تشكل عامل ضغط على الأسواق.
مشروع آلاسكا: خطوة استراتيجية تعزز التعاون الاقتصادي بين واشنطن وطوكيو
تكتسب صفقة مشروع آلاسكا الذي طرح منذ عقود أهمية كبيرة في سجل التعاون بين اليابان والولايات المتحدة، ويتعلق المشروع بتصدير الغاز الطبيعي المسال من ألاسكا في مشروع مشترك بلغت تكلفته المُقدّرة 44 مليار دولار، وهو المشروع الذي يواجه تحديات تقنية بسبب الحاجة إلى إنشاء خط أنابيب بطول يزيد على 1287 كيلومتراً.
تناول الرئيس ترامب هذا المشروع خلال حديثه مع النواب في واشنطن مؤكداً استعداد اليابان لإتمام الصفقة، حيث يمثل هذا المشروع فرصة لزيادة الاستثمارات طويلة الأمد وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، غير أن التحديات المالية والفنية لا تزال قائمة، خصوصاً أن المشروع لم يضمن عقود شراء طويلة الأجل أو استثمارات ملزمة بعد، مما يلقي ظلالاً من الغموض على سير العمل.
استقالة إيشيبا وتداعياتها وسط الأجواء الاقتصادية المتغيرة
وسط هذا المشهد المتقلب، برزت أنباء عن نية رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الاستقالة، وهو ما نفاه بنفسه في البداية، لكنه أكد حاجته لدراسة تفاصيل الاتفاق التجاري بدقة قبل الإدلاء بأي تعليق رسمي، ما يعكس حساسية الموقف السياسي وتأثير الضغوط الانتخابية في تشكيل القرار.