«تمثيل عادل» البريكس الركيزة الأساسية لتحقيق تأثير دولي متوازن في العالم

البريكس ركيزة رئيسية لتمثيل دولي أكثر عدالة بات تكتل البريكس يشكل قوة اقتصادية متنامية على الساحة العالمية، حيث يسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء ودعم التنمية المستدامة، كما يهدف لتقوية دور دول الجنوب وتمكينها من أجل نهوض اقتصادي ومالي متوازن يضمن تمثيلًا أكثر إنصافًا في المؤسسات الدولية.

البريكس ركيزة رئيسية لتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي الدولي

أوضح اللواء محمد حسين أن تكتل البريكس تأسس من خمس دول كبرى هي: البرازيل، الصين، روسيا، الهند، وجنوب إفريقيا، لكن تطوره الحالي جاء بانضمام دول جديدة في 2024 مثل مصر، السعودية، الإمارات، إيران، وإثيوبيا؛ ما يعزز من مكانة التكتل في السوق العالمية ويجعل التعاون الاقتصادي والمالي بين هذه الدول أداة فعالة لدفع التنمية الشاملة؛ إذ يسعى التكتل إلى بناء جسور متينة بين أعضائه من خلال مشاريع تعاونية ومبادرات مالية تساهم في تحقيق مصالح مشتركة، بالإضافة إلى مكافحة التحديات الاقتصادية التي تواجهها دول الجنوب، وتحفيز النمو المستدام في مناطق متعددة من العالم.

البريكس ركيزة رئيسية لتنويع الاقتصاد العالمي وتحديث آليات الاستثمار

يستند التكتل إلى خمسة محاور رئيسية، الأول تقوية التعاون الاقتصادي بين الدول الناشئة بهدف تعزيز روح الجنوب-الجنوب، والثاني يتمثل في تنويع الاقتصاد العالمي والتقليل من الاعتماد على الاقتصادات الكبرى المتقدمة، بينما يركز المحور الثالث على تحفيز الاستثمارات المشتركة بين الدول الأعضاء، وهو ما يجعل مسارات التنمية أكثر تنوعًا ومرونة، وربط الأسواق المحلية بالعالمية. أما المحور الرابع، فهو دعم أهداف التنمية المستدامة التي باتت ضرورة للتوازن الاقتصادي والبيئي، والمحور الخامس يشدد على الدور الفاعل للدول الناشئة في صنع القرار الدولي، ما يضمن اعتماد نظام عالمي أكثر عدالة.

  • تعزيز العلاقات المالية بين الأعضاء
  • تبني سياسات تدعم النمو المحلي
  • تشجيع مشاريع التنمية المستدامة
  • رفع كفاءة تمثيل الدول الناشئة في المنظمات الدولية

البريكس ركيزة رئيسية للتأثير العالمي والتحديات الاقتصادية الراهنة

يشكل تكتل البريكس أكثر من 45% من سكان العالم، ويشارك بنحو 36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي قياسًا بقوة الشراء، كما يمثل ربع حجم التجارة العالمية، وتتمتع العضوية بقوة سوقية ضخمة واحتياطيات مالية ونقدية تفوق 6 تريليونات دولار، فضلاً عن النسبة الكبيرة التي يشغلها في إنتاج وتصدير النفط والغاز والتي تصل إلى 40% من إجمالي الإنتاج العالمي، رغم هذه النجاحات تواجه البريكس تحديات جسيمة أبرزها الهيمنة الغربية على المؤسسات المالية الدولية، خاصة سيطرة الدولار الأمريكي على أكثر من نصف الاحتياطي العالمي، وامتلاك الغرب لنظام تحويلات مالية دُولِي يُعرف بنظام SWIFT، ما دفع دول البريكس لتطوير بدائل من خلال مؤسسات مثل بنك التنمية الجديد الذي يحظى بدعم صيني حتى يتمكن من مواجهة التحديات الاقتصادية والحفاظ على استقلالية القرار المالي.

المحور التفاصيل
تعزيز التعاون بين الجنوب – الجنوب تمكين الاقتصادات الناشئة ودعمها اقتصاديًا وماليًا
تنويع الاقتصاد العالمي تقليل الاعتماد على الدول المتقدمة وتعزيز التنمية المستدامة
تعزيز الاستثمارات المشتركة تحفيز النمو والتنمية المحلية بين الدول الأعضاء
دعم أهداف التنمية المستدامة توجيه السياسات نحو مستقبل اقتصادي متوازن وصديق للبيئة
تعزيز تمثيل الدول الناشئة رفع نفوذ الدول الأعضاء في صنع القرار العالمي بشكل عادل

ويوضح اللواء محمد حسين أن التكتل لم يقف عند حدود التحديات، بل يعمل على إنشاء آليات احتياطية للتعامل مع الأزمات المالية بفعل احتياطي طوارئ خاص للدول الأعضاء، بالإضافة إلى دراسة تطوير عملة موحدة أو نظام دفع محلي بديل يحد من هيمنة الدولار الأمريكي، وهو ما سيمنح تكتل البريكس نفوذًا جيو اقتصادي متزايد ويعزز فرص التنمية في دول الجنوب، كما تسعى المجموعة إلى توسيع التعاون مع تكتلات إقليمية كـ”آسيان”، محاولة كسر الحواجز الاقتصادية التي تفرضها السياسات الحمائية لبعض الدول الكبرى، ما يسهم في بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر توازنًا وسلامًا.

إن ما يشهده تكتل البريكس من نمو وتطور يظهر دوره الحاسم في ضمان تمثيل دولي متوازن يدعم العدالة الاقتصادية والتنموية، ويعزز من فرص التعاون بين دول الجنوب في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة، ما يفتح آفاقًا جديدة لاقتصاد عالمي متنوع يعيش مرحلة تحولات كبيرة نحو الاستقلال المالي والاقتصادي.

close