الإيجار القديم يشكل أحد أبرز قضايا السكن في مصر التي أثارت قلقًا متزايدًا لدى المستأجرين الذين ما زالوا يدفعون مبالغ غير منطقية لا تغطي تكاليف المعيشة الحالية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتغيرة، وبهدف إيجاد حل متوازن، أقر مجلس النواب قانون الإيجار القديم لعام 2025 الذي يهدف إلى إعادة تنظيم العلاقة الإيجارية بين المالك والمستأجر بما يحفظ الحقوق ويأخذ في الاعتبار البُعد الاجتماعي.
الإيجار القديم وآليات التنظيم والقانون الجديد وتأثيره
قانون الإيجار القديم الجديد وضع حدًا للعقود القديمة التي كانت تستمر لأجل غير محدد بحيث يتم تحديد مدة للعقد وقيمة الإيجار الجديدة تتوافق مع متغيرات السوق، مع إلغاء القوانين السابقة (رقم 49 لسنة 1977 و136 لسنة 1981) بعد فترة انتقالية مدتها 7 سنوات تبدأ من تاريخ تطبيق القانون لتوفير وقت كافٍ للملاك والمستأجرين لتوفيق أوضاعهم، كما يحظر استمرار العقود القديمة دون تحديد جديد مما يُعد خطوة مهمة نحو تنظيم السوق العقاري في مصر.
يُعد هذا القانون فرصة حقيقية لترتيب ملف الإيجار القديم بما يخدم مصالح جميع الأطراف دون الإضرار بالمستأجرين ذوي الدخل المحدود من خلال التدرج في تطبيق الزيادات مع تغليب الجانب الاجتماعي والتوازن الاقتصادي، وهو توجه تتماشى معه إجراءات الحصر والتصنيف التي قامت بها لجان في المحافظات لضبط تصنيف المناطق وفقًا لقيمة الإيجار الجديد.
تفاصيل قانون الإيجار القديم 2025: زيادة الإيجارات وتقسيم المناطق
تم تحديد قيمة الإيجار الجديدة وفقًا لتصنيف المناطق بشكل واضح حيث يعاد تقييم الإيجار بناءً على موقع الوحدة السكنية حسب التالي:
- المناطق المتميزة: 20 ضعف القيمة الحالية بحد أدنى 1000 جنيه
- المناطق المتوسطة: 10 أضعاف القيمة الحالية بحد أدنى 400 جنيه
- المناطق الاقتصادية: 10 أضعاف القيمة الحالية بحد أدنى 250 جنيهًا
هذا التصنيف يعكس الفارق الاقتصادي والاجتماعي بين المناطق، ويجري العمل بهذه القيم عقب انتهاء لجان الحصر مع إلزام المستأجر مؤقتًا بدفع مبلغ 250 جنيه لحين إعلان نتائج الحصر على أن يتم سداد الفروق المتبقية بالتقسيط، كما وضح القانون زيادة للوحدات غير السكنية حيث تضاعف الإيجارات خمس مرات عن القيمة القانونية السابقة مع تطبيق زيادة سنوية تراكمية بنسبة 15% على الإيجار بغض النظر عن نوع الوحدة، وتتضمن هذه الخطوات ضبط سوق الإيجار وفق معايير اقتصادية عادلة.