«دعم قوي» ملاعب السودان كيف يغير فيفا مستقبل كرة القدم ويطور البنى التحتية؟

كارثية تختزل واقع ملاعب السودان التي تستضيف مباريات دوري النخبة في حالة مأساوية تفقد الدافع الرياضي وتهدد سلامة اللاعبين وسط بنية تحتية متهالكة، ويضاف إلى ذلك أثر الحرب المستمر والذي أدى لتوقف النشاط لفترات طويلة مما أفقد الدوري توازنه الفني والبدني وحرمه من المنافسة الحقيقية، فضلاً عن عدم تأهيل الملاعب بشكل يليق بهذا المستوى من اللعبة

كارثية ملاعب السودان وأثرها السلبي على مستويات اللاعبين

تُعاني ملاعب السودان من وضع كارثي يعكس التدهور في البنية التحتية والترتيبات الفنية، حيث يقف العشب الاصطناعي السيئ المستخدم أحد أكبر منابع الإصابات ويتسبب في إعاقة الأداء الفني للاعبين، ما يزيد تذبذب المستوى البدني والفني داخل الفرق، خصوصاً مع قلة المباريات الرسمية وسوء بيئة التدريب، مما يجعل اللاعب هشاً فنياً ومحدود العطاء ويُضعف تنافسيته بشكل ملحوظ؛ وعليه يظل الدوري بعيداً عن المستوى المطلوب في ظل هذه الملاعب الذين لا تلبي الحد الأدنى من شروط اللعب الآمن والاحترافي

كما يشير ياسر قاسم إلى أن الحصار الكبير على تطوير التحكيم والافتقار إلى التقنية الداعمة والمراقبة الإلكترونية يزيد من الجدل والظلم في قرارات المباريات، وهذا يكرس حجم الأزمة ويمنع إقامة منافسة عادلة بين الفرق، ما يضيف عبئاً على الدوريات ويضعها في دائرة الركود، خصوصاً أن دوري النخبة ظهر كرد فعل سابق لأوانه دون خطة واضحة، أكثر منه دوري متكامل ذو هدف تطويري

دعم “فيفا” للبنى التحتية يحاول إنعاش كرة القدم السودانية من واقع كارثي

يأتي تعهد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بدعم البنى التحتية كخطوة حاسمة لمحاولة ترميم ما دمرته الحرب والظروف الأمنية، حيث كشف مسؤولون في الاتحاد السوداني أن الدعم سيركز على إعادة تأهيل الملاعب المنهارة التي تقف اليوم أمام عودة النشاط بشكل منظم، خاصة بعد نقل المنافسة إلى ملاعب شمال السودان التي اختيرت بعناية رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهت اتحادات شرق ووسط البلاد لاستضافة المسابقات في ظل الأوضاع

وقد ساعد هذا الدعم على توفير نوع من الأمن والتأمين اللازمين لمباريات دوري النخبة، حيث عملت ولايات مثل نهر النيل وبربر وأبو حمد على التنسيق مع الجهات الأمنية لتوفير الحماية المطلوبة، وسط متابعة دقيقة من “فيفا” لضمان سير المنافسات بأمان ما يعكس أهمية الاستقرار الأمني كأساس لأي تطوير فعلي

العنوان التفاصيل
عدد أندية دوري النخبة ثمانية فرق (الهلال، المريخ، وأبطال المجموعات)
آلية الترشيح القارية الأول والثاني للبطولة الإفريقية، الثالث والرابع للكونفدرالية
المناطق المستضيفة شمال السودان (نهر النيل، بربر، أبو حمد)
التحديات الأمنية مخاوف استهداف الملاعب، تم اتخاذ إجراءات تأمين صارمة

كارثية المنافسة وفوائد مواجهة تحديات الدوري السوداني

بالرغم من محدودية فوائد دوري النخبة إلا أنه يعد محاولة للابقاء على النشاط الرياضي بشكل ظاهر، وتوفير فرصة محدودة لبعض اللاعبين الشباب للظهور على الرغم من غياب الاحترافية والتنظيم المنهجي، حيث ذكر المحلل أن الفوائد الحقيقية تبقى محدودة جداً نظراً لغياب النتائج المالية والتسويقية وقلة الإقبال الجماهيري، وهذا يضيق الأفق الاقتصادي ويقلل من فرص الاستثمار في اللعبة

تضاف إلى ذلك وضع جدول المباريات بدون رؤية واضحة للموسم، مما يربك خطط الأندية والجهاز الفني، كما إن الأجهزة الفنية تعاني من نقص في الإعداد والتطوير، وتعمل في غالب الأحيان بردود فعل دون خطط مدروسة، ويؤدي الاعتماد المفرط على المدربين الوطنيين دون تطوير متواصل إلى تكرار الأخطاء التي تؤثر سلباً على الأداء العام

  • توفير بيئة تدريب ملائمة تقطع شوطاً في رفع المستوى الفني
  • الاستثمار في تجهيز ملاعب آمنة وصحية للاعبين والجماهير
  • دعم التحكيم بالتقنيات الحديثة لتعزيز العدالة والتنافس
  • تنظيم جدول مباريات متوازن ومخطط للموسم كاملاً
  • تطوير الأجهزة الفنية والمدربين باستمرار

تلك الإجراءات الداخلية والخارجية تعطي كرة القدم السودانية فرصة للانتعاش تدريجياً إذا ما تم العمل عليها بجدية والتزام، بعيداً عن المحاولات الإسعافية التي لا تخلق استدامة حقيقية أو تحّل المعضلات البنيوية المستفحلة حالياً، فالملاعب “كارثية” والمشكلات أكثر من أن تُحتمل دون خطة استراتيجية واضحة

يبقى المشهد في السودان لكرة القدم شاهدًا على ضرورة تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والدولية لتحويل واقع “كارثية” الملاعب إلى بيئة داعمة تحفز اللاعبين وتحفظ سلامتهم، مع استمرار التزام الجميع بمتابعة التطورات لضمان استقرار أجواء المنافسات، وتحقيق نقلة نوعية تعيد للسودان مكانته في كرة القدم الإفريقية تدريجياً

close