«انهيار سريع» قانون الإيجار القديم هل يهدد بقاء سكان القاهرة والجيزة فعلاً

الكلمة المفتاحية: قانون الإيجار القديم

قانون الإيجار القديم بات يشكل محور نقاش ساخن بعد انهيارات متكررة لعقارات سكنية في القاهرة والجيزة خلال يونيو ويوليو 2025، حيث خلفت هذه الحوادث مأساة إنسانية ودمارًا ماديًا كبيرًا، مما أعاد تسليط الضوء على الأزمة التي تعصف بالمباني القديمة، وأدى لإنقاش دور التشريعات القديمة وتأثيرها المباشر وغير المباشر في هذا الواقع المؤلم.

تفاقم أزمة انهيارات العقارات نتيجة قانون الإيجار القديم

شهدت محافظتا القاهرة والجيزة سلسلة من الانهيارات المفاجئة لعقارات سكنية خلال فترة قصيرة، أبرزها انهيار عقار مكون من سبعة طوابق في شارع قدري بالسيدة زينب والذي أودى بحياة تسعة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، تلاه انهيارات أخرى في مناطق مصر القديمة والساحل بشبرا والطالبية، ما عرّض العديد من السكان للخطر وأجبرهم على الإخلاء دون الحصول على بدائل سليمة، ويرجع كثير من المختصين هذه الكوارث إلى عوامل اقتصادية وتشريعية تعكسها تبعات قانون الإيجار القديم

هذا القانون الذي يستمر في فرض إيجارات منخفضة للغاية جعل أصحاب العقارات عاجزين عن الإنفاق على الصيانة والترميم، مما أدى إلى تدهور حالة المباني القديمة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أن العلاقة الإيجارية المستمرة لعقود طويلة دون مراجعة أو تحديث ضاعف الأزمة، خصوصًا في ظل غياب رقابة صارمة والتزام حقيقي بالصيانة الدورية.

توجيهات رسمية لمواجهة آثار قانون الإيجار القديم على البنية العمرانية

في الوقت الذي تتكثف فيه الانهيارات المتكررة، أكدت محافظة القاهرة بأن العقارات الفارغة مثل عقار شبرا قد تسبب في وفاة المارة رغم خلوها من السكان، وتم التشديد على ضرورة تنفيذ قرارات الإزالة بسرعة من قبل رؤساء الأحياء مع إعداد تقارير يومية تشرح ما تم من إجراءات، ويؤكد ذلك أهمية وجود خطة ممنهجة لمواجهة الأضرار الناتجة عن قانون الإيجار القديم

من جانبه، أكد المهندس عادل النجار، في الجيزة، أن الإزالة تتم بناءً على تقارير فنية دقيقة، إلا أن الإمكانيات المتاحة لا تكفي لمواجهة حجم المشكلة الكبير، ويشرح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحكومة شكلت لجانًا فنية لرصد المباني المتصدعة، مع اتخاذ قرارات بالإخلاء أو الترميم حسب كل حالة، غير أن التحديات مثل الكثافة السكانية وتعقيد الإجراءات القانونية تحول دون سرعة الحلول، كما أن توفير بدائل سكنية فورية يبقى عائقًا كبيرًا

مشروع قانون الإيجار القديم الجديد: خطوات لعلاج الأزمة وتحقيق التوازن

ينظر الجميع الآن إلى مشروع قانون الإيجار القديم الجديد الذي أُقر مؤخرًا كسبيل للخروج من هذه الأزمة، إذ يتضمن القانون الجديد رفعًا تدريجيًا لقيمة الإيجارات في فترة انتقالية، وتحويل العلاقة الإيجارية إلى القانون المدني بعد انتهاء المهلة المحددة، مع فرض التزام على الملاك بإجراء الصيانة الدورية وترك الدولة تتدخل إذا تقاعسوا عن ذلك

ولذلك يتضمن القانون الجديد عدة محاور رئيسة للحفاظ على المباني الآيلة للسقوط مع حماية حقوق المستأجرين، إذ لا يزال هناك اعتراض من جهات تمثل الفئات الأكثر ضعفًا خشية تأثير رفع الإيجارات عليهم، مما يتطلب الوصول إلى صيغة توافقية تضمن مصلحة الطرفين، ومن أجل توضيح الفرق بين النظام القديم والجديد نعرض الجدول التالي:

البند قانون الإيجار القديم مشروع القانون الجديد
قيمة الإيجار إيجارات ثابتة ومنخفضة مدة طويلة رفع تدريجي للإيجارات خلال فترة انتقالية
الصيانة غياب إلزامية الصيانة من المالك إلزام الملاك بالصيانة مع تدخل الدولة عند التقاعس
القانون الساري عقود تخضع لقانون الإيجار القديم مدى الحياة تحويل العقود إلى القانون المدني بعد انتهاء المهلة
حماية المستأجر حماية قوية جدًا بأجور منخفضة محاولة لتحقيق توازن بين حماية المستأجر والمصلحة الاقتصادية للمالك
  • توفير برامج دعم للفئات الأكثر ضعفًا للحفاظ على سكنهم
  • تصنيف العقارات حسب الخطورة وتحديد مواعيد للصيانة أو الإزالة
  • رفع وعي السكان بأهمية التبليغ عن المباني المتصدعة
  • تقليل التعقيدات القانونية لتسريع إجراءات الصيانة أو الإخلاء
  • توفير بدائل سكنية ملائمة أثناء أعمال الترميم أو الإزالة

التحديات باقية، ولكن عبر اتخاذ خطوات عملية بالقانون الجديد، وتعزيز التعاون بين الجهات المختصة، يمكن تحجيم انتشار الانهيارات الحادثة بسبب قانون الإيجار القديم الذي ظل لعقود سببًا خلف تراكم الأضرار وعدم مقدرة الملاك على الصيانة. وبينما تستمر الأهالي في مواجهة خطر يومي، يبقى الإصلاح التشريعي أمرًا عاجلا لتفادي المزيد من الأرواح والأضرار.

close