التصعيد في البحر الأحمر يمثل تهديدًا ملحوظًا لأمن التجارة الدولية، حيث حذر اللفتنانت كولونيل البريطاني المتقاعد ستيوارت كروفورد من الهجمات الحوثية المتزايدة التي تستهدف الملاحة البحرية، مطالِبًا بتشكيل تحالف دولي يضم بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية وحتى إسرائيل، من أجل التصدي لهذا الخطر؛ إذ تؤثر هذه الهجمات على تدفقات البضائع العالمية وتزيد من المخاطر الأمنية في المنطقة الحيوية.
كيفية تأثير التصعيد في البحر الأحمر على أمن التجارة الدولية
أشار كروفورد في تحليله إلى أن الهجمات الحوثية، المدعومة من إيران، شهدت زيادة ملحوظة خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث تم إغراق سفينتين قبالة السواحل اليمنية، مع سقوط قتلى من طواقمهما واحتجاز آخرين، مما يعكس عودة التهديدات إلى البحر الأحمر بعد فترة هدوء نسبي، فهذه الهجمات تجاوزت المائة منذ نوفمبر 2023 وشملت استهداف السفن التجارية بزعم دعم غزة، ما أدى لتعطيل مسارات الملاحة وتحويلها إلى طرق بديلة بعيدًا عن قناة السويس، وهو ما يمس الاقتصاد العالمي بشكل كبير ويولد آثارًا سلبية على حركة التجارة الدولية.
دور التصعيد في البحر الأحمر في زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي
تركز كروفورد على الهجوم الذي استهدف السفينة إترنيتي سي التي ترفع علم ليبيريا وتدار من قبل شركة يونانية، والذي أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الطاقم، مشيرًا إلى أن الحوثيين استغلوا الرهائن كوسيلة للضغط والإبتزاز، خصوصًا ضد السفن المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بإسرائيل، ويضيف أن إيران هي المصدر الحقيقي للفوضى التي تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، إذ تستخدم الحوثيين كواجهة لتنفيذ أجندتها السياسية عبر طرق غير مباشرة، وهو ما تؤكده تقارير لجان الاستخبارات البريطانية التي تنبه إلى استمرار تهديد إيران للأمن القومي بشكل غير متوقع وخطير.
الخطوات المقترحة للتصدي للتصعيد في البحر الأحمر وتعزيز أمن التجارة الدولية
دعا كروفورد في رسالته لحكومة رئيس الوزراء البريطاني وزير الخارجية لتبني موقف أكثر صرامة، مشددًا على ضرورة إنهاء سياسة التفرج والتعاون الوثيق مع واشنطن والرياض وتل أبيب لتشكيل تحالف نشط، وعلى أن تكون الردود حاسمة سواء دبلوماسيًا أو أمنيًا تجاه كل من الحوثيين وإيران، وذلك لإرسال رسالة واضحة تجاه الاعتداءات المتكررة وتجنيب المنطقة مزيدًا من الفوضى والمخاطر.