«فرصة ذهبية» برنامج تدريبي التخطيط لنقل خبرات الاستزراع السمكي لثلاث دول أفريقية

التخطيط لعب دورًا محوريًا في تنظيم برنامج تدريبي متميز نقل خلاله مصر خبراتها المتقدمة في مجال الاستزراع السمكي إلى ثلاث دول إفريقية هي تشاد وجيبوتي وموريتانيا، حيث تُعد المبادرة جسرًا للتعاون جنوب–جنوب يعزز تبادل المعرفة والتكنولوجيا بين بلدان القارة، إذ تواصل مصر تأكيد مكانتها الرائدة في دعم التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي عبر تعزيز قدرات الدول الإفريقية في هذا القطاع الحيوي.

أهمية التخطيط في برامج نقل الخبرات بمجال الاستزراع السمكي

التخطيط الناجح يعد حجر الأساس لنجاح أي برنامج تدريبي، خصوصًا في مجالات متخصصة مثل الاستزراع السمكي، حيث يجب وضع استراتيجيات دقيقة لجمع المعرفة النظرية وتقديمها بشكل عملي يخدم الاحتياجات الفعلية للدول المستفيدة؛ فوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية عززت التعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والبنك الإسلامي للتنمية لتنظيم هذه الدورات التدريبية التي تتسم بالتكامل بين المفاهيم النظرية والتدريب العملي المكثف لتطوير نظم الاستزراع السمكي التقليدية نحو نظم متكاملة اقتصاديًا وبيئيًا، وتسمح هذه الخطوات بتحقيق أفضل استفادة ممكنة من الموارد المحلية وتحسين جودة الإنتاج السمكي بما يتناسب مع تحديات تغير المناخ وتأمين الغذاء.

عناصر التدريب المتكامل التي اعتمدها التخطيط لتعزيز الاستزراع السمكي

تضمن برنامج التدريب الذي نظمته وزارة التخطيط مجموعة متكاملة من المهارات والمعارف التي ركزت على عدة محاور جوهرية ساعدت المشاركين على اكتساب تقنيات متقدمة في تحسين الإنتاج السمكي، ومنها:

  • تطوير نظم الاستزراع السمكي التقليدية لتحسين الكفاءة وتحقيق التكامل بين الأنشطة المختلفة
  • الاستزراع التكاملية السمكي النباتي الحيواني والنظم متعددة التغذية
  • تدريب المتدربين على زراعة أسماك تتحمل تغيرات الملوحة ودرجات الحرارة المتفاوتة
  • تعريف المشكلات الشائعة مثل نفوق الأسماك في مراحل مختلفة وأساليب الوقاية والعلاج حسب أحدث المعايير العالمية
  • زيارات ميدانية لمصانع الأسماك والأعلاف، ومعامل تشخيص أمراض الأسماك وقياس جودة المياه لتعزيز التطبيق العملي

هذه المحاور ركزت على جمع المعلومات والتقنيات الحديثة التي تساعد في مواجهة المشكلات الاقتصادية والفنية وتطوير قطاع الاستزراع السمكي بصورة مستدامة.

نتائج التخطيط الفعال في تعزيز الاستزراع السمكي بالدول الإفريقية المشاركة

أسفر التخطيط الجيد عن نتائج ملموسة على مستوى تطوير مهارات المتدربين بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين مصر والدول الإفريقية، حيث أثنى المشاركون على جودة التدريب والبنية التحتية المتطورة والكادر الفني المؤهل الذي التقى بهم خلال مدة الدورة، كما نال البرنامج إشادة واسعة بسبب دوره في دعم الأمن الغذائي وتوفير البروتين السمكي، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة؛ كما قدم المتدربون كلمات عبروا فيها عن امتنانهم للخبرات التي سيقومون بنقلها لمجتمعاتهم لدعم التنمية السمكية.

وفي الجدول التالي مقارنة توضح مكانة مصر في الاستزراع السمكي مقارنة بالدول الإفريقية:

الترتيب الدولة الإنتاج السنوي (مليون طن)
1 مصر 1.6
2 نيجيريا 0.3
3 جنوب أفريقيا 0.2

تؤكد هذه الأرقام الريادة المصرية في القارة التي تُعد نموذج نجاح يُحتذى به، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز دور مصر كمركز إقليمي لنقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتأمين الغذاء في دول أفريقيا.

البرنامج التدريبي اكتسب زخمه من التخطيط الدقيق والتنسيق المشترك بين الجهات المعنية، حيث أتاح للمتدربين تكوين صورة واضحة لما ينبغي العمل عليه في بلدانهم لتعزيز القطاع، مع توفير حلول مستدامة لمعضلات الاستزراع السمكي، ما يجعل من مصر وجهة بارزة تُلهم الدول الإفريقية في مواجهة التحديات وتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية مهمة.

close