عودة بريطانيا للتكتل تحظى بدعم واسع في أكبر أربعة دول داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تشير نتائج استطلاع حديث إلى رغبة غالبية السكان في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا بترحيب عودة المملكة المتحدة، لكن مع شروط مختلفة عن تلك التي كانت سائدة سابقًا، بما يعكس واقعًا جديدًا يراعي مصالح جميع الأطراف ويعيد تشكيل العلاقات الأوروبية بمرونة أكبر.
عودة بريطانيا للتكتل: مواقف الشعوب في أكبر 4 دول أوروبية
في تأكيد واضح على أهمية عودة بريطانيا للتكتل، أظهر استطلاع رأي أجري في أكبر أربع دول في الاتحاد الأوروبي أن الدعم ليس مجرد تأييد عابر، إذ تتفاوت النسبة بين 51% في إيطاليا و63% في ألمانيا للإشارة إلى تقبل هذه الدول لاستقبال بريطانيا مجددًا مع بعض التغيرات الأساسية في الشروط، وهذا يعكس رغبة في تعزيز الوحدة الأوروبية رغم الاختلافات السابقة
إلا أن الرأي العام في هذه الدول يعبر عن “مأزق” حقيقي بشأن شروط العودة، حيث انخفض التأييد للصيغة القديمة التي تمتعت بها بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إذ لم يوافق سوى حوالي 20% تقريبا في هذه الدول على استمرار نفس الحقوق مثل عدم الدخول في منطقة شنجن أو الاحتفاظ بعملة خاصة، مما يدل على أن هناك رغبة في توحيد السياسات أكثر ولكن ضمن مرونة تسمح بالحفاظ على خصوصيات محددة
هذه المواقف تؤكد أن عودة بريطانيا للتكتل ستحتاج إلى تفاهمات جديدة في السياسة الأوروبية تتعامل مع متطلبات التكامل دون إلغاء المكتسبات التي اعتبرها البريطانيون جوهرية خلال فترة عضويتهم السابقة، ويظل هذا الجانب محوراً رئيسياً في النقاشات القادمة بين لندن وبروكسل
الجانب البريطاني ورغبة العودة بشروط محددة
داخل المملكة المتحدة، يبدو أن أغلبية تظهر ميلاً للعودة إلى الاتحاد الأوروبي بحسب الاستطلاع ذاته، حيث أيد 54% منهم هذا الاتجاه، لكن الصورة تتغير بشكل واضح عندما يتعلق الأمر بضرورة التخلي عن الخيارات التي كانت لسابق مثل الانسحاب من منطقة شنجن أو الاحتفاظ بالعملة الوطنية، إذ ينخفض الدعم إلى 36% فقط، وهذا يشير إلى أهمية استمرار هذه الحصانات الخاصة ببريطانيا
حيث عبر ما يقارب نصف البريطانيين عن معارضتهم للعودة إذا فُرضت عليهم شروط جديدة تؤدي إلى التخلي عن تلك الخيارات، وهو موقف يعكس جملة من التحديات التي تواجه مفاوضات العودة المحتملة، ويبرز اهتمام القوى السياسية التي تسعى لتحقيق توازن بين رغبة الشعب والفوائد الاقتصادية والسياسية لعضوية الاتحاد الأوروبي
ويبدو أن هذا التردد في الداخل البريطاني يلتقي مع تحفظات بعض الدول الأوروبية، خاصة بعد خروج بريطانيا الذي نسف وثيقة العلاقات السابقة وأثرت على ثقة بعض الشعوب الأوروبية في استقرار التحالف مثلما تشير إلى ذلك تصريحات زعيم حزب العمال كير ستارمر حين زار فرنسا وترحيب الرئيس ماكرون به، وكأنهم يبحثون عن خطوة جديدة تبني أرضية مستدامة للعلاقة المستقبلية