«تأثير مباشر» خطورة الفكر الحوثي على المجتمع والدولة اليمنية تثير جدلاً واسعاً

الفكر الحوثي وخطره على المجتمع اليمني يمثل قضية محورية تهدد استقرار اليمن بكافة أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية؛ حيث ناقشت ندوة فكرية موسعة نظمها قسم التاريخ والعلوم السياسية في جامعة تعز جذور هذا الفكر وأثره المدمر على النسيج الوطني، لتكون هذه الندوة منصة حيوية تجسد جهود الأكاديميين والباحثين في فهم التحديات التي تواجه المجتمع اليمني وإبراز المدى الواسع للخطر الذي يشكّله هذا الفكر العنيف.

الفكر الحوثي وخطره على المجتمع اليمني: الجذور العقائدية والتأثيرات الأيديولوجية

يستعرض الباحث بلال الطيب في أحد محاور الندوة تحليلًا معمقًا لجذور الفكر الحوثي التي تقوم على أيديولوجية مغلقة تتسم بالاستعلاء الطائفي، وهو نمط يهدد الهوية الوطنية اليمنية بعمق؛ فالنسخة الحوثية من الفكر الإمامي تشكل تهديدًا فريدًا نظرًا لتزويدها بأفكار وسياسات إيرانية تسعى إلى تغيير جوهر العقيدة اليمنية الأصيلة، فتعمل هذه المليشيا على تحويل المجتمع إلى أداة تخدم المشروع الإيراني في المنطقة من خلال فرض نمط فكري تسوده القسوة والتطرف، ما يزيد من تعقيد المشهد اليمني ويوسع دائرة الانقسامات.

الفكر الحوثي وخطره على المجتمع اليمني: تأثيراته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية

يرصد الباحث جمال العجيل الآثار الاجتماعية والثقافية الخطيرة التي خلّفها الفكر الحوثي، إذ ساهم في تمزيق النسيج المجتمعي وتفكيك الأسرة عبر استقطاب الشباب والأطفال للقتال ما تسبب في زعزعة استقرار الأسر وانتشار الانقسامات المجتمعية؛ فضلاً عن محاولات المليشيا طمس رموز الجمهورية عبر تغيير أسماء الشوارع والمنشآت وتعديل المناهج التعليمية بما يخدم فكرها الطائفي؛ وأما الباحث حاتم الدهمشي فيوضح كيف لعب هذا الفكر دورًا كارثيًا في تفكيك الاقتصاد الوطني بإنشاء اقتصاد موازٍ يخدم مصالح المليشيا؛ فقد نهبت رواتب الموظفين وفرضت جبايات غير قانونية أثقلت كاهل التجار والمواطنين، بالإضافة إلى محاربتها لرأس المال الوطني وتشويه بيئة الاستثمار، مما أدى إلى تفاقم الأزمات المعيشية التي يواجهها اليمنيون.

الفكر الحوثي وخطره على المجتمع اليمني: التهديدات الأمنية والسياسية وسبل المواجهة

تسلط الباحثة مسك محمد الضوء على البُعد الأمني والسياسي الذي يشكّله الفكر الحوثي، حيث تعتمد المليشيا على سياسة التجويع والإفقار كإستراتيجية لتجنيد المقاتلين من خلال استغلال معاناة الناس وتحويلهم إلى أدوات صراع؛ وتفرض شروطها حتى على المنظمات الدولية، ما يستخدمه ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب اليمن ومستقبله؛ ولا يقتصر خطر الحوثيين على اليمن فقط بل يمتد إلى المنطقة بأسرها، مما يجعل مواجهتهم مسؤولية وطنية وإقليمية مشتركة؛ وبناء عليه، تؤكد التوصيات على أهمية الاستمرار في عقد فعاليات علمية وتوعوية لتعزيز وعي المجتمع وتحصين الأجيال القادمة من مخاطر هذا الفكر المتطرف؛ كما شدد الحاضرون على ضرورة تفعيل المسار الثقافي والمعرفي لمواجهة الفكر الحوثي كجزء لا يتجزأ من معركة بناء دولة اليمن المستقبلية.

المحور التأثير الرئيسي
الجذور العقائدية فرض نمط فكري استعلائي وطائفي مدعوم بسياسة إيرانية
التأثيرات الاجتماعية والثقافية تمزيق النسيج المجتمعي وتغيير الرموز الوطنية
التداعيات الاقتصادية تفكيك الاقتصاد وفرض جبايات ونهب رواتب
التهديدات الأمنية والسياسية تجنيد عبر التجويع واستغلال المساعدات لتحقيق مكاسب
  • فرض أفكار وحلول طائفية تقود إلى الانقسام والضعف الاجتماعي
  • تدمير النسيج الأسري من خلال استقطاب الأطفال والشباب للقتال
  • نهب الموارد وعرقلة الاقتصاد الوطني وتفشي الفقر والبطالة
  • استخدام النزاع السياسي لتوسيع نفوذها الإقليمي واستغلال المساعدات الدولية
  • طمس الهوية الوطنية عبر تغيير المناهج وتغيير الرموز الوطنية

يعتبر الفكر الحوثي وخطره على المجتمع اليمني أكثر من مجرد تهديد داخلي، فهو مشروع يستهدف تفكيك اليمن وتحويله إلى موقع للصراعات الإقليمية، لذلك فإن الوعي الجماعي والمواجهة الثقافية والفكرية تعد درعًا مقاومًا يمكن أن يحمي هذا المجتمع من التشظي والتفكك، ما يجعل الجهود العلمية والتربوية ضرورة لا غنى عنها لحماية الهوية اليمنية وتأمين مستقبل آمن ومزدهر للأجيال القادمة.

close