«فخر الأب» مملكة الحرير تعرف كيف أثرت على حياة الأبطال الحقيقيين اليوم

شمس الدين كان نقطة تحول في مشوار كريم محمود عبدالعزيز، فهو دور معقد جمع بين التناقضات النفسية والجروح العميقة التي خلفتها أحداث طفولته، مما دفعه إلى خوض مغامرة تمثيلية كسر فيها حواجز الكوميديا التي عرفه بها الجمهور وقدم أداءً مختلفًا ومكثفًا كشف فيه عن قدراته الحقيقية بحرفية عالية واجه خلالها تحديات جسدية ونفسية كثيرة طوال التصوير

شمس الدين وتحول كريم محمود عبدالعزيز الفني: دور يحمل أكثر من تحدي

منذ البداية، كان لدى كريم حافز قوي لتجسيد شخصية شمس الدين، المعقدة والمليئة بالعقود النفسية التي تجسدت عبر تقلبات الشخصية وتصرفاتها التي تتحدى المنطق، ما جعله يواجه مخاوفه ويتجاوز خوفه من استقبال الجمهور لشكل مختلف عنه عرفوه سابقًا واستعد له بدراسة دقيقة وتحضيرات نفسية حثيثة، إذ كان يفكر في كل كلمة لكل مشهد بكل عناية عميقة لفهم دوافع الشخصية وتعقيداتها

التحديات لم تقتصر على الجانب النفسي فقط، بل كان على الفنان التعامل مع عناصر تصور تتطلب جهدًا جسديًا عاليًا، مثل ارتداء رقعة على العين طوال فترة التصوير، الأمر الذي أثّر على توازنه البصري وجعله يشعر وكأنه يعيش حالة المختبئ المختبئ الذي يخفي جانبًا من ذاته، كما أدى ارتداء الملابس الثقيلة في أجواء صيفية حارقة وأداء تدريبات مكثفة على ركوب الخيل واستخدام السيوف إلى رفع مستوى التعب الجسدي، مما أضاف بعدًا من الواقعية والأداء المتقن الذي بحث عنه

الرقعة على عين شمس الدين: أكثر من مجرد ملحق تمثيلي

الرقعة التي وضعها كريم على عينه لم تكن مجرّد زينة أو تفصيل شكلي، بل كانت المفتاح الأساسي لاكتشاف شخصية شمس الدين، حيث جعلته يعايش فكرة الاختفاء والتخفي عن الناس، وهو عنصر درامي قوي استثمره ليعكس الصراعات الداخلية التي تحاصر الشخصية، فدائمًا تعبر الرقعة عن المزيج بين الكشف والإخفاء على حد سواء وهي كانت سببًا رئيسيًا في التعب أثناء التصوير لكن أضافت مصداقية عميقة للدور

كما أن وجود رقعة العين جنّب الممثل استخدام تقنيات بديلة كالدوبلير في المشاهد القتالية، خصوصًا مع تدريبه على المبارزة بالسيوف الذي استمر لأكثر من شهر، هذا المزيج من الاستعدادات النفسية والجسدية جعل الأداء ينبض بالحياة ويعبّر عن الصراعات التي تمر بها الشخصية، وهو ما جعل الجمهور مصدّقًا لهذا الدور الذي أخرج كريم من قالب الكوميديا المعروف به نحو منطقة درامية جدية

تجربة مملكة الحرير وفرصة الارتجال مع بيتر ميمي

تعاون كريم مع المخرج بيتر ميمي اعطى العمل مساحات كبيرة للإبداع، حيث ترك له مساحة واسعة للارتجال وتعديل الأداء بما يتناسب مع الشخصية، فكانا يجلسان ويناقشان كل مشهد بشكل معمق لا يتوقف عند الشكل فقط بل يتوغل في أعماق النفس، وهذا خلق بيئة عمل مفعمة بالاحترام والاحتراف، كما أن التعامل مع فريق عمل متميز خلق روح تعاون إيجابية انسحبت على الأداء على الشاشة

  • التحضير النفسي لدور شمس الدين شمل دراسة حالات متنوعة عن اضطرابات الهوية
  • التدريبات الجسدية شملت ركوب الخيل والمبارزة بالسيوف لمدة تزيد على الشهر
  • ارتداء الرقعة والعدسة الزرقاء أثّر على التوازن البصري لكنه عزز الإحساس بالدور
  • العمل مع بيتر ميمي اتسم بالتركيز على العمق والإتاحة للارتجال
العنصر التحدي
الرقعة على العين التوازن البصري والتعب الجسدي
الملابس الثقيلة حرارة الطقس ورفع المجهود الجسدي
استخدام السيوف تدريبات طويلة للحفاظ على الواقعية
التعاون مع المخرج إتاحة مساحات للارتجال وتعميق الأداء

تلك السمات كلها جعلت الدور نقلة نوعية بحق في حياة كريم محمود عبدالعزيز الفنية، كما أنه أعاد إشعال شغفه لخوض تجارب تمثيلية أكثر تعقيدًا وعمقًا بعدما خلع قناع الكوميديا، واستحق أن يرى فيه الجمهور نجمًا جديدًا قادرًا على تقديم أدوار تتطلب مهارة ومصداقية

مسلسل مملكة الحرير ترك أثرًا واضحًا على كريم، فنفسيًا وجسديًا، إذ شكّل رحلة لاكتشاف الذات وكسر قيود الأدوار التقليدية التي عرف بها الجمهور، فكان من دواعي سروره أن يستقبل التحية والدعم من الجمهور وأسرة العمل على حد سواء، مما يزيد من رغبته في تطوير مسيرته الفنية نحو آفاق أرحب وأدوار أكثر تنوعًا.

close