الهاتف الأرضي في مصر شهد نموًا غير متوقع خلال العامين الماضيين، حيث ارتفع عدد مستخدميه بشكل ملحوظ رغم الانتشار الواسع للهاتف المحمول، ليصل إلى أكثر من 13 مليون مشترك بنهاية أبريل 2025، وهذا يعكس توجهًا جديدًا نحو الاعتماد على الخدمات الثابتة، خصوصًا مع زيادة الاعتماد على الإنترنت المنزلي المرتبط بخطوط الهاتف الأرضي.
زيادة مستخدمي الهاتف الأرضي في مصر وتطور الاعتماد على الإنترنت المنزلي
بين مارس وأبريل 2025 شهد الهاتف الأرضي في مصر أكبر زيادة شهرية وسنوية في الاشتراكات منذ انطلاق الخدمة، حيث ارتفع عدد العملاء من 13.37 مليون في مارس إلى حوالي 13.43 مليون في أبريل، مقارنةً بـ 12.67 مليون مستخدم في نفس الشهر من عام 2024؛ تشير هذه البيانات إلى عودة ملحوظة للاهتمام بالخدمات الثابتة، لا سيما مع تزايد الطلب على الإنترنت المنزلي الذي يعتمد بشكل رئيسي على خطوط الهاتف الأرضي، إلى جانب الاستثمارات الكبيرة في شبكات البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات بالألياف الضوئية المنتشرة داخل المدن والمنازل.
تاريخ الهاتف الأرضي في مصر ودوره في بناء شبكة الاتصالات الوطنية
كانت البداية الفعلية للهاتف الأرضي في مصر عام 1881 عندما تم ربط القاهرة بالإسكندرية بأول خط هاتف بين المدينتين، ما جعل مصر في مصاف الدول التي تبنت تقنيات الاتصالات الحديثة مبكرًا في المنطقة؛ هذا التطوير لم يتوقف بل استمر عبر العقود مع تحديثات متتالية للبنية التحتية، فعام 1854 شهد تأسيس “مصلحة التلغرافات” التي تطورت لاحقًا إلى “الهيئة القومية للاتصالات السلكية واللاسلكية”، لتتوج بالهيئة المصرية للاتصالات كشركة مساهمة عام 1998 التي أصبحت المشغل الحصري لخدمات الهاتف الأرضي في البلاد.
عوامل نمو الهاتف الأرضي في ظل التحول التكنولوجي في مصر
رغم انتشار الهواتف المحمولة بشكل واسع، إلا أن الهاتف الأرضي في مصر يدفع بثبات نحو إعادة اكتساب مستخدميه نتيجة امتلاكه مزايا عدة في ظل تحولات السوق، حيث يعتمد كثير من المستخدمين على الإنترنت المنزلي الذي يقتضي وجود خط أرضي ثابت، كما ساهمت التطورات الحديثة في تنفيذ شبكات الألياف الضوئية في المنازل في دفع معدلات الاستهلاك لخدمات الهاتف الأرضي؛ يمكن تلخيص العوامل التي ساهمت في نمو الهاتف الأرضي فيما يلي: