«تذبذب ملحوظ» تباين أسواق الخليج في الختام وسط ترقب مستمر لتطورات الحرب التجارية

تباين أسواق الخليج بين الارتفاع والانخفاض يعكس مشاعر المستثمرين الذين يتابعون توقعات الحرب التجارية عن كثب، إذ شهدت الجلسة الأولى للأسبوع حركة متفاوتة في المؤشرات الكبرى، وسط تحليلات تتعلق بخطوات الولايات المتحدة تجاه شريكها التجاري الأكبر الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن استعداده لمواجهة إجراءات الولايات المتحدة الأخيرة بفرض رسوم جمركية مرتفعة على صادراته بدءًا من أغسطس المقبل

تباين أسواق الخليج وتأثير الحرب التجارية على المؤشرات الرئيسية

شهد تباين أسواق الخليج في ختام تداولات اليوم انعكاسًا واضحًا للتوترات التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ حيث تخلى المؤشر السعودي «تاسي» عن أرباحه الصباحية وتراجع بنسبة 0.2% ملامسًا مستوى 11253 نقطة، وسط انخفاض سهم «أرامكو» بنسبة 0.3%، بينما اختلف أداء أسهم البنوك، إذ ارتفع سهم «الراجحي» بشكل طفيف بينما انخفض سهم «السعودي الأول» بنسبة 0.7%؛ ويعكس هذا التباين الحذر من انعكاسات الحرب التجارية على قطاع البنوك والطاقة في المنطقة

في ذات السياق، بقيت مؤشرات دول الخليج الأخرى متماسكة إلى حد ما، فمؤشر سوق قطر أغلق عند مستوى 10830 نقطة مع سيولة مالية بلغت 279 مليون ريال، كما زاد مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.2% إلى مستوى 9336 نقطة، وارتفع مؤشر مسقط بنسبة 0.4%، مما يشير إلى توجه المستثمرين للحفاظ على مراكزهم أو البحث عن فرص أقل تأثرًا بالتوترات العالمية

تباين أسواق الخليج والتحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة

تبرز أهمية تباين أسواق الخليج في ختام التداولات ضمن السياق العالمي الذي تأثرت به الأسواق بفعل إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بواقع 30% على البضائع الأوروبية بدءًا من أغسطس، وهو ما أثار ردود فعل قوية من الاتحاد الأوروبي الذي حذر من اتخاذ إجراءات مضادة تحفظًا على مصالحه الاقتصادية

ويكشف هذا التباين بين المناطق أن تأثير الحرب التجارية ليس متماثلًا، بل يعتمد على درجة انكشاف كل اقتصاد على الشركاء التجاريين الرئيسيين؛ فتراجع المؤشر المصري بنحو 0.8% إلى مستوى 33053 نقطة تزامن مع قرار البنك المركزي المصري حول أسعار الفائدة، مما أضاف عاملًا إضافيًا للتذبذب في الأسواق الإقليمية، وخصوصًا لدى الدول التي تعتمد على السياسات النقدية كأداة للإدارة الاقتصادية

تباين أسواق الخليج واستراتيجيات المستثمرين وسط حالة عدم اليقين

عندما تحدث تباين أسواق الخليج في ختام جلسات التداول، يتضح أن المستثمرين يتخذون خطوات محسوبة لتجنب المخاطر المحتملة بفعل التوترات التجارية؛ ولتوضيح الاستراتيجيات التي يعتمدونها لمواجهة التقلبات، يمكن طرح ثلاثة عناصر رئيسية توضح أساليب إدارتهم للتقلبات:

  • تنويع المحفظة الاستثمارية بين الأسهم ذات الأداء المستقر والأسهم المرتبطة بالقطاعات الأقل تأثرًا بالحرب التجارية
  • متابعة الأخبار السياسية والاقتصادية الدولية لتقييم تأثير أي تغيرات في السياسات التجارية والجمركية
  • الاستفادة من التحليل الفني والأساسي لتحديد نقاط الدخول والخروج الأفضل عند تقلب الأسعار
  • الحفاظ على السيولة الكافية لمواجهة أي حالة تراجع مفاجئ في الأسواق

يبرز الجدول التالي مقارنة بسيطة لأداء بعض مؤشرات أسواق الخليج مع مؤشر مصر خلال جلسة التداول التي تمت اليوم

المؤشر التغير النسبي مستوى الإغلاق
السعودي «تاسي» -0.2% 11253 نقطة
بورصة قطر ثبات 10830 نقطة
بورصة الكويت +0.2% 9336 نقطة
بورصة مسقط +0.4% غير محدد
البورصة المصرية -0.8% 33053 نقطة

تبرز حركة تباين أسواق الخليج خلال اليوم مع التغيرات التي شهدتها أسعار الأسهم المختلفة، وتوضح مستويات الإغلاق أن الأسواق ما زالت تعاني من حالة من الحذر والانتظار، خاصة مع وجود تطورات محتملة قد تزيد من حدة التوترات التجارية العالمية مع بداية أغسطس، وهو ما يدفع المستثمرين إلى مراقبة الأخبار عن كثب وتعديل استراتيجياتهم التمويلية بشكل مستمر

لا تزال تطورات الحرب التجارية تلقي بظلالها على مراكز الأسواق الخليجية، حيث أن أي قرار جديد بفرض رسوم على الدول الشريكة قد يعيد خلط الأوراق ويزيد من التذبذب في تحركات الأسهم؛ وبالنتيجة يتجنب كثير من المستثمرين الدخول في مخاطرات كبيرة حتى تتضح الرؤية السياسية والاقتصادية بالكامل، مع أهمية متابعة أداء الشركات الكبرى التي تؤثر بشكل مباشر على أداء المؤشرات المحلية والإقليمية

close