«انقسام واضح» تطبيقه بهذا الشكل قنبلة موقوتة ينصف المجتمع إلى فئتين هل يهدد الاستقرار الاجتماعي

قانون الأحوال الشخصية من القوانين الحيوية التي طال غيابها في النقاشات التشريعية الحالية، فقد أشار النائب عاطف المغاوري إلى أن الرئيس أصدر قرارًا بتشكيل لجنة متخصصة من 10 مستشارين لإعداد مسودة لهذا القانون الضروري، ومع ذلك لم يُعرف مصير المسودة حتى الآن، ويُعد القانون من أبرز القوانين التي لم تُطرح للنقاش في الفصل التشريعي الجاري، وسط دعاوى لإعادة النظر في قوانين صدرت مؤخرًا وأثرت سلبيًا على المجتمع مثل قانون 73 لسنة 2021 الخاص بتولي الوظيفة.

أسباب أهمية قانون الأحوال الشخصية وإشكالات القوانين الحالية

يرى النائب عاطف المغاوري أن غياب قانون الأحوال الشخصية يترك فراغًا تشريعيًا يؤثر على حياة الأسر المصرية، كما أشار إلى أن بعض القوانين الحديثة كقانون 73 لسنة 2021 الذي فرض فحص المخدرات قبل تولي الوظيفة تسبب في تفكك أسر بسبب فصل الموظفين من الدرجة الأولى بدون الاهتمام بنقاط العلاج والتأهيل، وهذا القانون رغم مقصده في مكافحة المخدرات إلا أن تطبيقه جاء بعواقب مؤلمة في فترة اقتصادية صعبة يعاني فيها الناس، بالإضافة إلى قانون التصالح الصادر في 2019 والذي أعيد تفعيله رغم الآثار السلبية التي خلفها.

  • غياب قانون الأحوال الشخصية يخلق فجوة قانونية تؤثر على قضايا الأسرة
  • تطبيق قانون فحص المخدرات يعزز الفصل المبكر ومعاناة الأسر
  • قانون التصالح يعود بأثار سلبية في بعض الجهات
  • ضرورة مراجعة القوانين لتحسين أثرها الاجتماعي والقانوني

تداعيات قانون الإيجار القديم وضرورة مراجعته ضمن قانون الأحوال الشخصية

في جانب آخر، حذر المغاوري من قانون الإيجار القديم الذي أقرته الحكومة مؤخرًا بعد حكم المحكمة الدستورية، موضحًا أن هذا القانون يمثل قنبلة موقوتة قد تقسم المجتمع إلى فئتين أساسيتين بين مؤجر ومستأجر، ما يجرح الوحدة الاجتماعية التي طالما صمدت أمام محاولات التقسيم، وأشار إلى أن للمهل المحددة في القانون والقيمة الإيجارية الجديدة مضاعفة لا تراعي الظروف المادية للعديد من المستأجرين، خاصة مع تقليص مهلة السداد إلى ثلاثة أشهر وهو وقت ضيق للغاية.

كما أعرب عن شكوكه حول جدوى توفير الحكومة مساكن بديلة للمتضررين بسبب ارتفاع القيمة الإيجارية، موضحًا أن هذا الكلام غير منطقي في ظل نقص عدد المساكن الحكومية المنتظرة، ويتطلع لأن يعاد النظر في هذا القانون في المجلس القادم ليحقق توازنًا يراعي التبعات التشريعية ولا يقسم المجتمع.

البند التأثيرات المحتملة
المدة السكنية 6 سنوات للسكن و5 سنوات للتجاري
المهلة الجديدة للسداد 3 أشهر، فترة ضيقة جداً
القيمة الإيجارية مضاعفة القيمة، تؤدي لصعوبة السداد
توفير مساكن بديلة غير واقعي ويحتاج لدراسة معمقة

ضرورة إصدار قانون الأحوال الشخصية وقانون المحليات لتعزيز التنمية الشاملة

اختتم النائب المغاوري حديثه بالتأكيد على أهمية إصدار قانون المحليات الموازي لقانون الأحوال الشخصية في الوقت نفسه، لأن المحليات تمثل العمود الفقري لإدارة شؤون البلاد من خلال المجالس الشعبية على مستوى القرى والمدن والمحافظات، وهذا القانون يعتبر ميدانًا حيويًا لإعداد كوادر قيادية متجانسة مع احتياجات المواطنين، وتعزيز المشاركة المجتمعية في اتخاذ القرار مما يساهم في استقرار البلاد وإعداد قادة قادرين على مواجهة التحديات يومًا بيوم، فغياب هذا القانون يُضعف الشخصية القيادية ويحد من فرص ظهور قيادات جديدة ترتكز على الصعيد المجتمعي المحلي.

القانونان معًا يُمثلان نقلة نوعية للأوضاع التشريعية التي تسبب في مشاكل حياتية واجتماعية تحتاج تدخلًا سريعًا على مستوى الدولة لتقديم حلول متوازنة.

تأتي أهمية قانون الأحوال الشخصية في تحقيق العدل الاجتماعي وحماية الأسر من تداعيات القوانين غير المكتملة، كما تعكس المحليات دورًا في صنع القرار هو الأهم لضمان توليد قيادات متماسكة ترتبط بواقع المواطن.

close