يُعد لقان عيد الرسل من الطقوس الجميلة التي يحتفل بها المسيحيون بفرح وسعادة، حيث يتذكرون دعوة السيد المسيح الغير منطقية نوعًا ما لغسل أرجل تلاميذه، لكنها مليئة بالدروس العميقة حول قيمة الخدمة والتواضع، ففي إنجيل يوحنا نجد: “فإن كنتُ وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن تغسل بعضكم أرجل بعض”، وهذا الطقس يعكس جوهر المحبة وروح العطاء التي ينبغي أن تسود بين أبناء الكنيسة.
طقوس لقان عيد الرسل وأهميتها في حياة الكنيسة
عيد الرسل له طقوس خاصة تتم في الكنائس القبطية الأرثوذكسية يوم 12 يوليو، حيث يُقام طقس اللقان الذي يتضمن رفع بخور باكر وغسل أرجل المؤمنين أو رش الماء المقدس عليهم، وهذا التقويم يعبر عن بداية العمل الكرازي الذي انطلق به الرسل لتبليغ رسالة السيد المسيح، فاللقان هو تذكار حي للتواضع الذي جسده المسيح بخدمة تلاميذه، ويعيد تذكير المؤمنين بأن الخدمة ليست مجرد واجب بل تعبير عن المحبة الصادقة.
ماذا يعني لقان عيد الرسل وما قصة هذه الكلمة؟
كلمة “لقان” تعود إلى أصل يوناني يشير إلى “الوعاء” أو “الإناء”، وهذا الإناء هو المستخدم في الكنيسة لتقديس المياه، حيث يقام في مكان مخصص عادةً في الجهة الغربية من صحن الكنيسة، ويُعد رمزًا للتطهير والنقاء، ما يجعل صلاة اللقان ذات قيمة روحية كبيرة، فالماء المقدس يذكر المؤمنين ببداية الحياة الجديدة وطهارة الروح، وهذه الرمزية تجعل لقان عيد الرسل ليس مجرّد طقس بل ملحمة روحية تعيد للمؤمن تذكرة خدمة المسيح لتلاميذه.
كيف يمكن فهم رسالة لقان عيد الرسل في زمننا الحديث؟
إن الدعوة لغسل الأرجل التي جاءت في إنجيل يوحنا ليست مجرّد فعل جسدي بل هي رسالة روحانية عميقة تدعونا لأن نكون متواضعين ونخدم بعضنا البعض دون انتظار مقابل، هذا السلوك يعزز الروابط الإنسانية ويعمق قيم المحبة في المجتمع المسيحي، وفي ظل الضغوط الحياتية المعاصرة يمكن اعتبار طقس لقان عيد الرسل كفرصة لتجديد العهد الداخلي بالخدمة والتضحية، مع العمل على نشر هذه القيم في كل يوم من أيام حياتنا.