لأنني أُحب مصر من أعماقي، أجدني مشدودًا دومًا لكل مصري يرفع اسمها عاليًا، في أي مكان، وفي أي مجال. ولكن هناك حالات استثنائية، تستحق التوقف والتأمل، وربما الاحتفاء من نوع خاص. حالة الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، هي إحدى هذه الحالات الفريدة. هو ليس فقط عالمًا وإداريًا ناجحًا، بل هو “نبيل مصري ”، جعل من الانتماء للوطن مبدأ وواقعًا ناطقًا بالأفعال قبل الأقوال
لماذا هذا الانحياز؟
قد يتهمني البعض بالتحيّز حين أكتب عن الدكتور إسماعيل عبدالغفار، وأنا أعترف بذلك، بل وأفتخر، فهو تحيّز إيجابي مُبرر تجاه رجل استثنائي، يجمع بين التميّز الإنساني والريادة الأكاديمية. لقد اقتربت منه مؤخرًا، فوجدته إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى التواضع، راقٍ، ومتفرد في أخلاقه، قبل أن يكون أكاديميًا محنكًا ومبدعًا.
رأيت فيه عقلًا يُخطط بثقة، ويدًا تبني بلا توقف، وإرادة لا تعرف المستحيل، وقلبًا ينبض بحب مصر، ويقود خطواته نحو النجاح. اختار طريقًا أخضر، مفتوحًا، بلا إشارات حمراء تعطل السير، طريقًا يقوده الإيمان، وتزينه المسؤولية والوفاء.
عاشق لمصريته
نجاحات الدكتور عبدالغفار لا تُعد ولا تُحصى، ويكفي أنه يضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار، يعمل دائمًا على خدمة قضايا الوطن، ويؤمن بأن العلم هو الطريق الأوحد لبنائه. هو مصري حتى النخاع، يرددها بفخر، ويترجمها كل يوم إلى إنجازات واقعية. لهذا، لا يسعني إلا أن أقول إن تحيّزي له واجب وطني، وتقديري له نابع من صدق التجربة ومتابعة حقيقية.
د إسماعيل عبدالغفار
الإنسان قبل الأكاديمي
شخصية الدكتور إسماعيل عبدالغفار ملهمة بكل تفاصيلها. هو أحد العلامات المضيئة في مسيرة التعليم والبحث العلمي في مصر والعالم العربي. لم تكن رحلته مفروشة بالورود، بل خاض خلالها الكثير من التحديات، لكنه لم يتراجع، بل مضى بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيته في تطوير الإنسان المصري علميًا وثقافيًا.
مسيرة علمية مشرفة
تخرج الدكتور إسماعيل عبدالغفار في الكلية الفنية العسكرية عام 1978 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم حصل على الماجستير من جامعة القاهرة عام 1982، ودرجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة عام 1989، متخصصًا في هندسة الحاسب.
تنقل بين عدة مناصب أكاديمية في الكلية الفنية العسكرية، من مدرس مساعد حتى أصبح مديرًا للكلية عام 2009، ليتم اختياره بعدها رئيسًا للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري عام 2011، بقرار من الجمعية العامة لجامعة الدول العربية.
ليس مجرد رئيس أكاديمية.. عبدالغفار يصنع التاريخ العلمي
منذ توليه رئاسة الأكاديمية، تحولت المؤسسة إلى قلعة علمية عالمية، تُخرّج أجيالًا من القادة والخبراء في مختلف المجالات، وتنافس كبرى الجامعات في التصنيفات الدولية، وباتت الأكاديمية نموذجًا يُحتذى به في تطوير التعليم، وتسهم في تنمية الموارد البشرية على المستوى العربي والإفريقي والدولي، في أكثر من 45 تخصصًا تشمل النقل البحري والهندسة والذكاء الاصطناعي قبل أن يتحدث عنه أحد، والإدارة والصيدلة والطب.
حين نتحدث عن الجوائز.. يصمت الجميع احترامًا لعبدالغفار
حصل الدكتور عبدالغفار على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، ومنها مؤخرًا جائزة “الإنجاز مدي الحياة في المجال البحري الأكاديمية ” “Lifetime Achievement Award Maritime Academics”، ضمن فعاليات مؤتمر ShipTek الدولي بدبي، تقديرًا لإسهاماته الرائدة في مجال النقل البحري والتعليم الأكاديمي. وتعد هذه الجائزة من أرفع الجوائز المتخصصة في المجال البحري على مستوى الشرق الأوسط وآسيا.
كما عُيّن عضوًا بمجلس أمناء الجامعة البحرية الدولية (WMU) التابعة للمنظمة البحرية الدولية (IMO) لثلاث دورات متتالية، ما يعكس مكانته العلمية والعملية على الساحة الدولية
عندما تتحول الوطنية إلى إنجاز.. تحية إلى إسماعيل عبدالغفار
تحت قيادته، قفز ترتيب الأكاديمية في التصنيفات العالمية. فقد تصدرت المركز الأول في معيار جودة التعليم بحسب تصنيف “Times Higher Education Impact Rankings”، كما تقدمت في “Webometrics” إلى المركز 1953 عالميًا، والمركز الثاني بين الجامعات غير الحكومية في مصر، وفي تصنيف QS العالمي، حصلت الأكاديمية على خمس نجوم في سبعة مؤشرات مختلفة.
إسماعيل عبدالغفار.. اسم من ذهب
الدكتور إسماعيل عبدالغفار ليس مجرد رئيس أكاديمية، بل هو نموذج للقيادة الجامعية الوطنية المسؤولة، التي تؤمن بأن بناء الإنسان هو الأساس لبناء الأوطان. نحتاج إلى عشرات النماذج المشابهة له، داخل الجامعات وخارجها، كي نواصل مسيرة البناء في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أولى التعليم والبحث العلمي أولوية غير مسبوقة.
لأكاديمية في عهد د. إسماعيل عبد الغفار توسع، تميز، واعتمادات دولية
شهدت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تحت قيادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار تطوراً غير مسبوق في شتى المجالات الأكاديمية والبنية التحتية والتصنيفات الدولية، حيث نجحت الأكاديمية في تحقيق إنجازات نوعية تؤكد مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة إقليمياً ودولياً.
أولاً: الأفرع الجديدة
فرع مدينة العلمين الجديدة: تم إنشاء فرع الأكاديمية بمدينة العلمين الجديدة على مساحة 62 فدان، ويضم كليات: الطب البشري، طب الأسنان، الذكاء الاصطناعي، الصيدلة، الهندسة والتكنولوجيا، النقل الدولي واللوجستيات، الإدارة والتكنولوجيا.
فرع القرية الذكية: تم امتلاك فرع جديد على مساحة 63 فدان، ويضم كليات: الهندسة والتكنولوجيا، الإدارة والتكنولوجيا، الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، النقل الدولي واللوجستيات، اللغة والإعلام، القانون، الفنون والتصميم.
فرع جنوب الوادي بأسوان: إنشاء مبنى جديد على مساحة 3250 متر مربع، ويضم كليات: الهندسة والتكنولوجيا، الإدارة والتكنولوجيا، الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، النقل الدولي واللوجستيات، الآثار والتراث الحضاري.
ثانياً: الكليات والمعاهد الجديدة
تم إطلاق عدة كليات ومعاهد جديدة ضمن خطة التوسع الأكاديمي للأكاديمية، منها:
كلية الطب البشري – كلية الصيدلة – كلية طب الأسنان – كلية الذكاء الاصطناعي- كلية الفنون والتصميم- كلية القانون- كلية اللغة والإعلام – كلية الآثار والتراث الحضاري- كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي- المعهد العربي لإعداد القيادات -معهد الدراسات العليا البحرية
ثالثاً: المباني الجديدة
إنشاء مبنى كلية الصيدلة بالمقر الرئيسي بالإسكندرية على مساحة 2000 متر مرب
إنشاء مبنى العلوم الأساسية بالإسكندرية على مساحة 1200 متر مربع.
إنشاء مستشفى الأكاديمية بمدينة العلمين الجديدة، يشمل جميع التخصصات الطبية.