اشتعلت الأسواق العالمية اليوم الجمعة في أعقاب تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ضد منشآت في إيران، ما أدى إلى حالة من الذعر المالي وارتفاع حاد في أسعار السلع الاستراتيجية، وفي مقدمتها النفط والذهب.. وتترقب الأسواق باهتمام بالغ ما إذا كانت هذه التطورات ستقود إلى تصعيد أوسع في منطقة الشرق الأوسط.
قفزة في أسعار النفط
سجلت أسعار النفط أكبر مكاسب يومية لها منذ أكثر من عام، حيث قفز خام برنت بنسبة 9.1% ليصل إلى 75.65 دولارًا للبرميل، بعد أن لامس مستوى 78.50 دولارًا في التداولات المبكرة، وهو أعلى سعر منذ يناير الماضي. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 9.45% ليصل إلى 74.47 دولارًا للبرميل، مع تسجيل ذروة يومية عند 77.62 دولارًا.
المحللون أشاروا إلى أن القفزة الحادة تعكس مخاوف الأسواق من تعطل إمدادات النفط العالمية، خاصة في حال حدوث اضطرابات في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 20% من النفط العالمي. وحذرت مؤسسات مالية كبرى مثل “جي بي مورغان” من أن الأسعار قد تتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل إذا تطورت الأزمة بشكل أوسع.
الذهب يلامس مستويات قياسية
وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.15% ليصل إلى 3,374.94 دولارًا للأونصة، فيما لامست العقود الآجلة للمعدن الأصفر مستوى 3,394.60 دولارًا. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في ظل مخاوف المستثمرين من تصاعد المواجهة العسكرية واتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وفي الأسواق الآسيوية، ارتفعت أسعار الذهب في العقود الآجلة الهندية لتتجاوز 100,300 روبية للأونصة، مسجلة مكاسب تقارب 1,800 نقطة في تعاملات الجمعة، وهو ما يعكس حجم التحول المفاجئ في توجهات المستثمرين.
تداعيات جيوسياسية ومالية
التحول الحاد في المزاج الاستثماري دفع مؤشرات الأسهم العالمية إلى التراجع، حيث خسرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ما بين 1.5 إلى 1.7%. كما ارتفع مؤشر التقلب العالمي VIX بنسبة 12%، ما يعكس تزايد مستويات القلق في الأسواق.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الأزمة الحالية تضيف طبقة جديدة من المخاطر الجيوسياسية إلى الاقتصاد العالمي، الذي لا يزال يعاني من تبعات التباطؤ الصيني والتضخم المرتفع. وقالت مؤسسة “ING” المالية في تقريرها اليومي إن الأسواق ستبدأ في تسعير “علاوة جيوسياسية” في أسعار النفط طالما لم تظهر مؤشرات على احتواء الأزمة.