إسرائيل توافق على هدنة غزة خلال رمضان وعيد الفصح

طالبت حركة حماس بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، معتبرة المقترح الأمريكي حول هدنة في غزة حتى منتصف أبريل/نيسان "تنصلاً من الاتفاقات". وأكدت الحركة التزامها بتنفيذ الاتفاق الذي يشمل وقف القتال الدائم وإعادة الإعمار وإطلاق سراح الأسرى. وفي المقابل، تسعى إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى، مما أثار تبادل اتهامات بين الطرفين. يسلط المقال الضوء على تطورات المفاوضات والتحديات التي تواجه تحقيق السلام.

مراحل اتفاق وقف إطلاق النار

دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بعد وساطة أمريكية-قطرية-مصرية. وقد تضمن الاتفاق ثلاث مراحل رئيسية:

  • المرحلة الأولى: تبادل الأسرى وزيادة المساعدات الإنسانية.
  • المرحلة الثانية: مفاوضات لوقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي.
  • المرحلة الثالثة: إعادة إعمار غزة وإطلاق سراح الأسرى المتبقين.

تعثرت المفاوضات بسبب رغبة إسرائيل في تمديد المرحلة الأولى، بينما أصرت حماس على الانتقال إلى المرحلة الثانية.

تبادل الاتهامات والتعثرات

اتهمت حماس إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، بينما اتهم الجانب الإسرائيلي حماس بعدم الالتزام ببنود الاتفاق. كما نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات محدودة في غزة، مما أثار مخاوف من انهيار الهدنة. وأوضحت مصادر أن الخلافات حول تمديد المرحلة الأولى تعكس صعوبة التوصل إلى حلول سريعة.

المقترح الأمريكي وجهود الوساطة

قدم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اقتراحًا بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي. وينص المقترح على إطلاق سراح نصف الرهائن في البداية، ثم البقية عند التوصل لاتفاق دائم. ومع ذلك، أشارت مصادر إلى أن الإسرائيليين يرغبون في تمديد المرحلة الأولى دون التزام بوقف الحرب، وهو ما رفضته حماس.

الضغوط الداخلية والمستقبل

تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً داخلية متضاربة؛ بين دعوات للالتزام بالاتفاق لإطلاق سراح الرهائن، ومطالب بالعودة للقتال لتحقيق أهداف أمنية. وفي الوقت نفسه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهمية صمود وقف إطلاق النار، مشددًا على ضرورة تجنب انهيار الاتفاق.

خطة إعادة إعمار غزة

أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن إعداد "خطة متكاملة للتعافي المبكر" لإعادة إعمار غزة. وتشمل الخطة التنسيق مع المؤسسات الدولية والإبقاء على السكان الفلسطينيين في القطاع خلال عملية الإعمار. يأتي ذلك في إطار الجهود المصرية لدعم استقرار المنطقة والضغط لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

في الختام، تبقى مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة محفوفة بالتحديات، مع تباين المواقف بين حماس وإسرائيل. ومع استمرار الوساطات الدولية، يبقى الأمل في التوصل إلى حل دائم ينهي الصراع ويعيد الاستقرار للمنطقة.

close