رمضان يهدر 60% من الطعام المصري.

شهر رمضان هو وقت للعبادة والتجمعات العائلية، لكنه أيضًا فترة تشهد زيادة كبيرة في استهلاك الطعام وهدره. في مصر، يتغير نمط الحياة الغذائية خلال هذا الشهر، حيث يرتفع الإنفاق على الطعام بنسبة تصل إلى 150%، مما يؤدي إلى إهدار كميات كبيرة من الأغذية. هذه الظاهرة ليست فقط عبئًا ماليًا على الأسر، بل تمثل أيضًا تحديًا بيئيًا واجتماعيًا كبيرًا.

زيادة الاستهلاك وهدر الطعام

خلال رمضان، تتغير عادات الأسر المصرية بشكل ملحوظ. وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يرتفع حجم استهلاك الطعام إلى ما يعادل ثلاثة أشهر من الاستهلاك العادي. ومع ذلك، يتم التخلص من نسبة كبيرة من هذه الأطعمة، حيث تهدر مصر حوالي 9 ملايين طن من الغذاء سنويًا، مما يجعلها الأولى عربيًا في هذا المجال.

التأثير المالي على الأسر

تتحمل الأسر المصرية عبئًا ماليًا كبيرًا خلال رمضان. على سبيل المثال، تنفق أسرة “عواطف” ما يقرب من 6000 جنيه على احتياجات الشهر، وهو ما يمثل أكثر من نصف دخلها الشهري. ومع ارتفاع الأسعار، تضطر العديد من الأسر إلى تقليل الإنفاق أو البحث عن عروض خاصة لتلبية احتياجاتها.

جهود الحد من الهدر

أطلقت منظمات مثل “الفاو” وبنك الطعام المصري حملات توعوية لتقليل هدر الطعام. تشمل هذه الحملات نصائح عملية مثل:

  • التخطيط المسبق للوجبات.
  • استخدام بقايا الطعام في إعداد وجبات جديدة.
  • التبرع بالطعام الفائض للمحتاجين.

دور المطاعم والمجتمع

بعض المطاعم تتبنى ممارسات مستدامة، مثل توزيع الطعام الفائض على المحتاجين. ومع ذلك، لا تزال العديد من المؤسسات تفتقر إلى الوعي الكافي بأهمية الحد من الهدر، خاصة في ظل ضغوط العمل خلال رمضان.

التغيير الثقافي المطلوب

لتحقيق استدامة أكبر، يجب تغيير الثقافة الاستهلاكية السائدة. هذا يتطلب جهودًا توعوية مستمرة لتشجيع الأسر على تبني عادات أكثر مسؤولية، ليس فقط في رمضان ولكن على مدار العام. بهذه الطريقة، يمكن تقليل الهدر والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.

close