عادات مسلمي أوغندا الرمضانية: الداكو والدُوَّاء

بعد ما يزيد عن 200 عام على دخول الإسلام إلى أوغندا، أصبحت البلاد موطنًا لملايين المسلمين الذين يحافظون على تقاليدهم الدينية بفخر. في هذا المجتمع المتنوع، تتجلى مظاهر الإيمان من خلال الصلاة والصيام، إلى جانب التعايش السلمي مع بقية الطوائف. رمضان في أوغندا ليس مجرد شهر عبادة، بل هو فرصة للتقارب وتبادل الثقافات.

المسلمون في أوغندا بالأرقام

يشكل المسلمون جزءًا كبيرًا من المجتمع الأوغندي، حيث تشير التقديرات إلى أن عددهم يتراوح بين 7 إلى 14 مليون نسمة. وفقًا لأشرف زيوا، الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للمسلمين في أوغندا، يتم إحصاء المسلمين عبر الأئمة المحليين، مما يصل بالعدد إلى 14 مليونًا. تنتشر المساجد في جميع أنحاء البلاد، حيث يبلغ عددها أكثر من 15 ألف مسجد، مما يعكس نموًا وازدهارًا للمجتمع الإسلامي.

التقاليد الرمضانية

يعد شهر رمضان فترة مليئة بالروحانية والتقاليد. يقوم الشباب بجولات ليلية بضرب الطبول لإيقاظ السكان للسحور، المعروف محليًا باسم “الداكو”. كما تحافظ الأسر على تقليد “الدواء”، وهو دعاء للموتى وصدقة عنهم يتخلل الإفطار العائلي. هذه الممارسات تعكس الترابط الاجتماعي والقيم الإسلامية العميقة.

المأكولات الأساسية في رمضان

يتنوع الإفطار بين ثلاث وجبات رئيسية، تعتمد على الظروف المادية للفرد:

  • “كاتوغو”: مكونة من الموز الأخضر مع اللحم أو الفاصوليا.
  • “الكسافا”: تشبه البطاطا وتخلط مع اللحم أو الفاصوليا.
  • “الماتوكي”: تتكون من الدقيق الممزوج باللحم.

يحرص المقتدرون على إضافة الفواكه والعصائر لوجباتهم، بينما يتجمع الكثيرون في المساجد لتناول الإفطار الجماعي.

التعايش مع الآخرين

يبرز رمضان كفرصة للتقارب بين المسلمين وغير المسلمين في أوغندا. العديد من غير المسلمين يشاركون في الإفطار الجماعي، خاصة الأطفال، مما يعكس روح التسامح والترابط في المجتمع. كما تنظم الحكومة فعاليات رمضانية رسمية، بما في ذلك حفل عشاء في قصر الرئاسة.

استعدادات الشباب للصيام

يحرص الشباب العاملون على تأخير السحور لزيادة طاقتهم خلال النهار. بعد صلاة الفجر، يتجهون إلى أعمالهم حتى وقت الإفطار. يرتدي المسلمون ملابسهم التقليدية استعدادًا للشهر الكريم، حيث تختار النساء العباءات، بينما يرتدي الرجال الجلباب.

من خلال تقاليدهم العميقة وتعايشهم السلمي، يقدم المسلمون في أوغندا نموذجًا للتناغم الاجتماعي والالتزام الديني، مما يجعل رمضان أكثر من مجرد شهر عبادة، بل مناسبة للوحدة والتآزر.

close