في ليلة منتصف شهر رمضان، تحتفل الأسر الخليجية بمناسبة تُعرف باسم “القرقيعان”، وهي عادة تراثية تشجع الأطفال على إكمال صيامهم خلال الشهر الفضيل. يرتدي الأطفال الأزياء التقليدية ويطوفون بالمنازل لجمع الحلوى والمكسرات، مرددين الأغاني والأهازيج الشعبية. تختلف التسميات بين الدول الخليجية، إلا أن الهدف واحد: تعزيز الروح الجماعية والفرح في رمضان.
أصل تسمية “القرقيعان”
تابع أيضاً «توقيت مثالي» موعد مباراة الأهلي ومودرن سبورت فى الدوري المصري والقناة الناقلة مساء اليوم
يعود أصل تسمية “القرقيعان” إلى عدة تفسيرات. البعض يرى أنها مشتقة من “قرع الباب” بسبب طقوس الأطفال في قرع الأبواب. آخرون يعتقدون أنها تعني “قرة العين” تعبيرًا عن الفرح بالأطفال. وهناك من يشير إلى أنها تعكس صوت الحديد، مما يضفي طابعًا مميزًا على المناسبة.
الاختلافات الإقليمية في الاحتفال
تختلف مسميات هذه المناسبة بين دول الخليج. في قطر، تُعرف بـ”القرنقعوه”، وفي الكويت والشرقية السعودية بـ”القرقيعان”، بينما في عُمان تُسمى “القرنقشوه”. في العراق، تُعرف أيضًا باسم “الماجينة”، مع أهازيج خاصة تعكس تنوع الثقافة العربية.
التطور التاريخي والاحتفالات المعاصرة
كانت الاحتفالات بسيطة في الماضي، حيث يتم توزيع الحلوى والمكسرات فقط. ومع مرور الوقت، أصبحت المناسبة أكثر تعقيدًا، مع مشاركة المؤسسات التجارية والجمعيات الخيرية. ومع ذلك، انتقد البعض تحول الاحتفال إلى منافسة مادية، حيث تتنافس الأسر في تقديم أكياس فاخرة للأطفال.
النقد حول الإفراط في الاحتفالات
يرى بعض الناس أن الاحتفالات الحديثة قد ابتعدت عن جوهرها الأصلي. النشاطات الترفيهية مثل نقش الحنة وتلوين الوجوه أصبحت جزءًا رئيسيًا، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الطقوس تُلهي عن المعنى الروحي لرمضان.
أهمية “القرقيعان” في تعزيز التراث
على الرغم من النقد، تبقى “القرقيعان” مناسبة مهمة للحفاظ على التراث الخليجي وتعزيزه بين الأجيال الجديدة. إنها فرصة لإحياء الروح الجماعية وتعزيز قيم المشاركة والفرح في المجتمع، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية في رمضان.