ذكريات أحمد عمر هاشم في رمضان

رمضان هو شهر مليء بالروحانيات والذكريات العطرة، وضمن برنامجها الرمضاني “يا رمضان يا” على “الراديو 9090″، كشفت الإعلامية داليا الخطيب عن طقوس الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء. تطرقت إلى جوانب حياته الروحية وكيف أثرت طفولته في قريته أبو هاشم على تكوين شخصيته العلمية والدينية. من رؤية نبوية غيّرت مسار حياته إلى موائد الإفطار الجماعية التي كان يشارك فيها منذ صغره، يمكننا التعرف على قصة رجل كرّس حياته لخدمة العلم والإيمان.

رؤيا غيرت مسار حياته

أثناء دراسته بكلية أصول الدين، رأى الدكتور أحمد عمر هاشم رؤية غيرت مجرى حياته. في المنام، شاهد النبي محمد ﷺ يطوف بالكعبة المشرفة، وكان يقف خلفه. هذه الرؤيا كانت بمثابة علامة فارقة، جعلته يدرك أنه سيخصص حياته لدراسة الحديث النبوي والسيرة العطرة. بعد فترة وجيزة، استدعاه عميد الكلية ليخبره باختياره كطالب مثالي للسفر إلى الحج، وهو ما اعتبره تأكيدًا لرؤيته.

نشأة في بيئة علمية وروحية

وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم عام 1941 في قرية أبو هاشم بمحافظة الشرقية، وتنتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه. نشأ في بيئة غنية بالعلم والروحانيات، حيث كانت الساحة الهاشمية تعج بالعلماء والصوفية. حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره، وبرع في الخطابة حتى إنه كان يلقي خطب الجمعة بدلًا من والده وأعمامه وهو ما يزال صغيرًا.

موائد الإفطار وخدمة الضيوف

لا تزال ذكريات رمضان في طفولته حاضرة في قلبه. كانت القرية تفتح أبوابها للضيوف والمحتاجين، وكان الأطفال، ومن بينهم الدكتور هاشم، يشاركون في إعداد الموائد ونقل الطعام للصائمين. كان شديد الحرص على خدمة الضيوف، ولم يكن يفطر حتى يتأكد من أن الجميع تناولوا طعامهم. هذه التجارب رسخت فيه قيم الكرم والتفاني في مساعدة الآخرين.

إرث علمي وروحي

كرّس الدكتور أحمد عمر هاشم حياته لدراسة الحديث النبوي ونشر علوم الدين. تدرج في المراكز العلمية حتى أصبح رئيسًا لجامعة الأزهر. لا تزال طقوسه في رمضان تعكس عمقًا روحانيًا وتواضعًا كبيرًا، مما جعله نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين العلم والعمل.

رمضان عند الدكتور أحمد عمر هاشم ليس فقط شهرًا للعبادة، بل هو أيضًا تجسيد لقيم الكرم والخدمة والتواضع، وهو ما جعل حياته مصدر إلهام للكثيرين.

close