رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر تناقش الجود والإحسان

في يوم الأحد الموافق 16 رمضان 1446هـ، استضاف الجامع الأزهر فعاليات ملتقى “رمضانيات نسائية” تحت عنوان “رمضان شهر الجود والإحسان” في رواق الشراقوة. شارك في الحدث نخبة من الخبيرات في الدراسات الإسلامية، بما في ذلك الدكتورة إعتماد عبد الصادق والدكتورة زينب علي فريد، حيث تمحورت النقاشات حول مفاهيم الجود والإحسان ودورها في تعزيز القيم المجتمعية خلال شهر رمضان المبارك.

الجود والإحسان في الإسلام

بدأت الدكتورة إعتماد عبد الصادق بتوضيح معنى الجود وأثره في الإسلام، مستشهدة بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه. كما تناولت نماذج مضيئة من الجود، مثل عبد الرحمن بن عوف والسيدة زينب أم المؤمنين، مؤكدةً أن الجود ليس مجرد عطاء مادي بل أيضًا قيمي وروحي.

أهمية العطاء في رمضان

أشارت الدكتورة إعتماد إلى آيات قرآنية توضح فضل الإنفاق، مثل قوله تعالى: “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”، مشددة على أن المال هو أمانة يجب استغلالها في خدمة المجتمع. كما نوهت بأهمية إخراج الزكاة والصدقات للمستحقين، وليس لمن يتخذون التسول مهنة.

الفرق بين الجود والإحسان

أوضحت الدكتورة زينب علي الفرق بين الجود والإحسان، مشيرة إلى أن الجود هو البذل مما أنعم الله به، بينما الإحسان يجعل هذا البذل خالصًا لوجه الله. واستشهدت بحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان”.

مظاهر الجود والإحسان

استعرضت الدكتورة زينب صورًا متنوعة للجود والإحسان، مثل:

  • الصدقة
  • الكلمة الطيبة
  • الابتسامة
  • إماطة الأذى
  • إطعام الطعام

هذه الأعمال تعزز روح التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع.

رمضان وقيم التكافل

في ختام الملتقى، أكدت الدكتورة سناء السيد أن شهر رمضان فرصة لفتح أبواب الخير، لكن العطاء يجب ألا يقتصر على هذا الشهر بل أن يصبح سلوكًا مستمرًا طوال العام. واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ”.

الملتقى وأهدافه

يأتي ملتقى “رمضانيات نسائية” في إطار الخطة العلمية والدعوية للجامع الأزهر، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب. ويهدف الملتقى إلى تعزيز الوعي الديني للنساء ومناقشة موضوعات فقهية وعلمية تخص المرأة المسلمة، بالإضافة إلى تحفيزها على الاستفادة الروحية من شهر رمضان.

من خلال هذه الفعاليات، يسعى الجامع الأزهر إلى ترسيخ قيم الجود والإحسان، وتعزيز التكافل الاجتماعي، وإحياء الروح الإيمانية في المجتمع الإسلامي، بما يخدم أهدافه السامية في نشر الوعي الديني والثقافي.

close